رداً على غرق “موسكفا”؟.. انفجارات قوية تهز كييف وتحذيرات من هجوم على الشرق
سُمع دوي انفجارات قوية في العاصمة الأوكرانية كييف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة. وانطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في أنحاء البلاد، بينما يستعد السكان لهجمات روسية جديدة، بعد غرق السفينة الحربية الروسية الرئيسية في البحر الأسود عقب نشوب حريق.
ويبدو أن الانفجارات التي سمع دويها من أعنف ما شهدته منطقة العاصمة الأوكرانية منذ انسحاب القوات الروسية، في وقت سابق هذا الشهر، استعداداً لمعارك في الجنوب والشرق.
وأعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن غرق السفينة “موسكفا” قائلة إن السفينة الروسية الرئيسية في البحر الأسود التي تعود إلى الحقبة السوفيتية أصيبت بأحد صواريخها.
ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن السفينة غرقت بساعة متأخرة من مساء الخميس أثناء جرها إلى الميناء.
وذكرت الوزارة أنه جرى إجلاء أكثر من 500 شخص من أفراد طاقم الطراد الحربي بعد انفجار ذخيرة على متنه من دون الاعتراف بتعرضه لهجوم.
فيما تقول أوكرانيا إنها أصابت السفينة الحربية بصاروخ نبتون المضاد للسفن والمصنوع محليا.
وتأتي خسارة السفينة بينما تواصل البحرية الروسية قصف المدن الأوكرانية المطلة على البحر الأسود بعد قرابة 50 يوماً من بدء العملية العسكرية.
ويستعد في الأثناء سكان أوديسا وماريوبول المطلتين على بحر آزوف لهجمات روسية جديدة.
وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السفينة الحربية الغارقة في خطاب مصور في الصباح الباكر حذر فيه من نوايا روسية لاستهداف منطقة دونباس شرقي البلاد بما يشمل ماريوبول.
وأشاد زيلينسكي بكل “الذين وقفوا تقدم قوافل العتاد العسكري الروسي التي لا تنتهي… والذين أظهروا أن السفن الروسية يمكن أن تسقط… إلى القاع”، على حد تعبيره.
ولم ترد إلى الآن أي تقارير عن حجم الأضرار الناجمة عن الانفجارات التي أعلنت الأنباء وقوعها في كييف وفي مدينة خيرسون في الجنوب ومدينة خاركيف في الشرق وبلدة إيفانو فرانكيفسك في الغرب.
وأفادت وسائل الإعلام الأوكرانية بانقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من كييف.
وذكرت وسائل الإعلام أن صفارات الإنذار انطلقت بجميع مناطق أوكرانيا بعد منتصف الليل بقليل واستمر دويها في منطقتَي لوجانسك وزابوريجيا في الشرق.
موسكفا.. نكسة روسيا العسكرية
أياً كان سبب خسارة السفينة موسكفا فإن الحادث يمثل نكسة لروسيا. وإذا كان تأكيد أوكرانيا أنها أصابت السفينة في هجوم صاروخي صحيحاً فسيسجَّل الهجوم في التاريخ باعتباره أحد أبرز الهجمات البحرية منذ بداية القرن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تحقق في سبب الحريق الذي اندلع على متن السفينة. فيما قالت الولايات المتحدة إنها ليست لديها معلومات كافية لتحديد ما إذا كانت موسكفا قد أصيبت بصاروخ.
وبدوره قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان: “لكن بالتأكيد الطريقة التي حدث بها هذا الأمر تمثل ضربة كبيرة لروسيا”.
وبينما انسحبت القوات الروسية من بعض الأجزاء الشمالية من أوكرانيا بعد تكبدها خسائر فادحة وفشلها في السيطرة على كييف تقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن موسكو تعيد انتشارها لشن هجوم جديد في منطقة دونباس الشرقية.
معركة ماريوبول
تصف موسكو هجومها العسكري الذي انطلق يوم 24 فبراير/شباط بأنه “عملية عسكرية خاصة” تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا.
وفي المقابل تقول كييف وحلفاؤها إن روسيا تشن حرباً غير مبررة أدت إلى فرار أكثر من 4.6 مليون شخص إلى الخارج وقتل أو جرح الآلاف.
وتطلق البحرية الروسية صواريخ كروز على أوكرانيا وتعتبر أنشطتها في البحر الأسود ضرورية لدعم العمليات البرية في الجنوب والشرق، حيث تقاتل من أجل السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول المحاصرة.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء قالت روسيا إن أكثر من ألف من مشاة البحرية الأوكرانية من لواء لا يزال متحصناً في ماريوبول قد استسلموا. ولم يعلق مسؤولون أوكرانيون على الأمر.
وإذا جرى الاستيلاء على ماريوبول فستكون أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية منذ بداية الهجوم.
وسيضمن ذلك لموسكو ممراً برياً بين مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون موالون لها، وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.
وقالت أوكرانيا إنه يُعتقد أن عشرات الآلاف قتلوا في ماريوبول، حيث تُبذل جهود لإجلاء المدنيين.
ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت متأخر من مساء الخميس إنه جرى إجلاء 815 شخصاً من المدينة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت أوكرانيا إن العدد هو 289.